عَنْ سَعِيدِ
بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ:
أَوْصَى إِلَيَّ أَخِي بِجَارِيَةٍ كَانَتْ لَهُ مُغَنِّيَةٍ فَارِهَةٍ، وَ
جَعَلَهَا هَدْياً لِبَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ،
فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ ادْفَعْهَا إِلَى بَنِي شَيْبَةَ ، وَ قِيلَ لِي غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ، فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ فِيهِ.
فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: أَ لَا أُرْشِدُكَ إِلَى مَنْ يُرْشِدُكَ فِي هَذَا إِلَى الْحَقِّ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى شَيْخٍ جَالِسٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ( عليه السَّلام )، فَسَلْهُ.
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ ( عليه السَّلام )، فَسَأَلْتُهُ، وَ قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ.
فَقَالَ: « إِنَّ الْكَعْبَةَ لَا تَأْكُلُ
وَ لَا تَشْرَبُ، وَ مَا أُهْدِيَ لَهَا فَهُوَ لِزُوَّارِهَا، بِعِ
الْجَارِيَةَ، وَ قُمْ عَلَى الْحِجْرِ، فَنَادِ هَلْ مِنْ مُنْقَطَعٍ
بِهِ، وَ هَلْ مِنْ مُحْتَاجٍ مِنْ زُوَّارِهَا، فَإِذَا أَتَوْكَ فَسَلْ
عَنْهُمْ، وَ أَعْطِهِمْ، وَ اقْسِمْ فِيهِمْ ثَمَنَهَا ».
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ مَنْ سَأَلْتُهُ أَمَرَنِي بِدَفْعِهَا إِلَى بَنِي شَيْبَةَ؟
فَقَالَ: « أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا لَوْ قَدْ
قَامَ لَقَدْ أَخَذَهُمْ، وَ قَطَعَ أَيْدِيَهُمْ، وَ طَافَ بِهِمْ ، ـ وَ
قَالَ ـ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللَّهِ » .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire